يبدأ الحديث عن الوعد الإلهي بمنح الأرض المقدسة لإبراهيم عليه السلا م وذريته ، وتتحدث التوراة
عن المرحلة المبكرة جدا لاتخاذ إبراهيم معبدا في أرض الشام . "واجتاز إبرام الأرض إلى مكان شكيم إلى
لوط
وكان الكنعانيون حينئذ في الأ رض. وقال: "لنسلك أعطي هذه الأرض" ثم قال
الله ليعقوب: قم اصعد إلى بيت إيل. وأقم هناك واصنع هناك مذبحا للرب الذي
ظهر لك."
وتذكر التوراة المحرفة أن يوشع بن نون الذي ورث النبوة بعد موسى عليه السلام قد أُمر أن يزحف
لاقتحام أسوار الأرض المقدسة "وكان بعد موت مو سى عبد الرب أن الرب كلم يوشع بن نون خادم موسى
قائلا: موسى عبدي قد مات فالآن قم اعبر هذه الأرض أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها."
هذا بالنسبة إلى التوراة المحرفة .. أما إذا قرأنا بعضا من فقرات كتاب "بروتوكولات حكام صهيون "
الذي
يعتبر دستور الصهاي نة الذي قام بوضعه لفيف من زعمائهم عام 1897 في مدينة
بال في سويسرا والذي يخرجون فيه بنتيجة مفادها أن الدولة اليهودية يجب أن
تكون عالمية تحكم العالم تحت تاج ملك من نسل داود ، فسنجد ما جاء في
البروتوكول الخامس : "إنا نقرأ في شريعة الأنبياء أننا مختارون من الله
لنحكم الأرض وقد منحنا الله العبقرية كي نكون قادرين على القيام بهذا
العمل إذا كان في معسكر أعدائنا عبقري يهاجمنا...حكمنا سيبدأ في اللحظة
ذاتها حين يصرخ الناس الذين مزقتهم الخلافات وتعذبوا تحت إفلاس حكامهم
فيصرخون هاتفين: اخلعوهم وأعطونا حاكما عاليا واحدا يس تطيع أن يوحدنا،
حاكما يستطيع أن يمنحنا السلام والراحة …
حينما نمكن لأنفسنا فنكون سادة الأرض لن نبيح مكان أي دين غير دينن ا." وهذه المملكة التي تتحدث عنها
البروتوكولات يعتقد اليهود بمقتضى التوراة والتلمود أنها سترد الدنيا تحت قيادة الملك المنتظر الذي سيحكم
العالم من أورشليم (القدس) بعد أن يعاد بناء الهيكل.
وها هم حملوا التوراة فلم ينتفعوا به ا- على عكس انتفاع العرب بالقرآن - فهم زعموا أنهم أحباء الله
وأولياؤه دون غيرهم من الناس وهم كاذبون فيما زعموا وزعموا أيضا أنهم شعب الله المختار.
الصراع في التاريخ الحديث:
تعد رغبة ألمانيا في بناء إمبراطورية استعمارية واسعة سببًا رئيسيًا من أسباب الحرب العالمية الأولى
والثانية، لكي تتحدى بها تفوق بريطانيا في أطماعها الاستعمارية في الشرق واستغلال خيراته ا. وكان من
نتائج الحرب تقسيم البلاد العربية بين ك ً لا من الحلفاء والمحور وك انت بلاد الشام ومصر وطبع ا فلسطين تحت الاستعمار البريطاني.
دخلت فلسطين عام 1917 م تحت الانتداب البريطاني حتى عام 1948 م، ثم انسحبت بريطانيا بعد ذلك
مفسحة المجال أمام الصهاينة لإقامة دولتهم في فلسطين التي سميت إسرائيل، ونجحت العصابات الصهيونية
بمساعدة كل من بريطانيا والولايات المتحدة في إلحاق هزيمة بالعرب في حرب 1948 م، وأعلنوا قيام دولة
إسرائيل بعد غياب عن الساحة الفلسطينية دام لأكثر من ألفي عام . وكانت هذه أفجع وأسوأ ما يلاقيه العرب
من نتائج الحرب فقد واجهت الكثير من البلاد تصادمًا بين مصالحها الاقتصادية مع سيطرة اليهود الاقتصادية
في هذه البلاد ففكروا في التخلص منهم وعمل لهم دولة مستقلة ويبعدوا خطرهم الاقتصادي عنهم واقترحت
مواقع عديدة ثم غلبت الفكرة التوراتيه بالأرض الموعودة لتصبح فلسطين هي المكان المختار.
عند إعلان دولة إسرائيل اذاعت إسرائيل أنها سوف تعطي لكل من يهاجر إليها جنسية إسرائيلية مع
الدعم المادي الكامل له وبالتالي كل اليهود في أوروبا وأمريكا بدءوا يهاجرون إلى فلسطين على أنها دولتهم
وأرضهم فيمتلكون الأرض مع الدعم المادي لكل مهاجر.
وأصبحت قضية فلسطين بعد أن كانت قضية عربية يدافع عنها العرب كافة أص بحت قضية دولة
يحاول مواطنيها الدفاع عن أنفسهم فانقسموا إلى عدة فصائل تحارب العدو إلى أن ساعدهم اليهود على التفرق
وأصبحت هذه الفصائل تعادي بعضها البعض والمستفيد الوحيد هي العدو الصهيوني تستنزف كل جهدهم
وعطاءهم وفرغ العدو لهدم كل ما هو اخضر ويابس وبشر في هذه البقعة الطيبة الغالية على كل المسلمين
والعرب وقامت إسرائيل منذ هذا الوقت إلى الآن بمجازر كثيرة وعديدة ووحشية إلى وقتنا الحاضر.