لم نتفاجأ كثيرا نحن الاسرى بسماع فضيحة طازجة لأحد قيادات فتح المدعو ( روحي فتوح ) .. فهي حلقة جديدة من مسلسل الفساد المستشري الذي ينخر جسم حركة فتح وفريق رام الله ..لكن ما لفت نظري هو البضاعة المهربة وآلية تهريبها وكمية الأجهزة الخلوية التي ضبطت في سيارة فتوح والتي قدرت بأكثر من 3000 جهاز !! والتي لو قُدر - افتراضا لا سمح الله - لكمية مثلها أن توزع على أحد عشر ألف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال ، لحصل كل أربعة أسرى تقريبا على جهاز فاخر من أجهزة فتوح غيت ( فخر التهريب الوطني ) !! .
ربما أراد فتوح أن يشرح معاناة الاسرى للعالم بواسطة 3000 جهاز !!
وكما يعلم شعبنا الفلسطيني ، فالاجهزة في سجون الاحتلال الآن عملة نادرة ، واذا وجدت في سجن بعينه فلا تكاد تعد على أصابع اليد.. ويجتهد بعض الاسرى من (خبراء التخبئة) في السجن في كيفية اخفائها عن ادارة السجن ، ويبتدعون أذكى الطرق في ذلك ، واذا ما ضبط جهاز بعينه في قسم من أقسام السجن ، خلال حملات التفتيش بحجة البحث عن أجهزة وغير ذلك من الحجج الواهية ، بهدف مضاعفة معاناة الاسير في سجنه .. فإن الأسرى معرضون ' للعقاب ' الفردي والجماعي والقمع الهمجي وسحب بعض منجزاتهم .. كل تلك المعاناة من أجل أن يسترق الاسير بضع دقائق يهاتف فيها أهله ليطمئنهم عليه ويطمئن عليهم ، لكنها معاناة أسرى في اطار الشرف والوطنية والتضحية من أجل فلسطين !! .. بينما بطل الاتصالات (فتوح ) - وهنا المفارقة المؤلمة – وبينما غزة تعيش الحصار يقوم ( فتوحكو للتهريب والفساد ) بتهريب 3000 جهاز ويتذاكى في تخبئتها ، ليكون مصيره الكشف والفضيحة وسحب بطاقة ال VIP منه عقابا له .. ولا أظنه كان سيستخدم كل تلك الاجهزة ليشرح من خلالها معاناة أحد عشر ألف أسير فلسطيني ومعاناة شعب بأكمله !! ومن هنا فإن ما قام به (فتوح) ومن يقف خلفه يعد جريمة في اطار الانانية والدناءة والخسة والفساد وخيانة الاسرى وغزة المحاصرة،والشعب المنهك في لقمة عيشه وملفات فساد الطحين والادوية وجرائم أجهزة عباس في الضفة المحتلة .
شتان بين الثرى والثريا
والمفارقة الأشد ايلاما يا فتوح .. أنك وقد كنت رئيس المجلس التشريعي ورئيس السلطة الفلسطينية السابق بعد رحيل الرئيس ياسر عرفات وأحد أبرز أقطاب فتح ، ثم تصبح رئيس مافيا تهريب الاجهزة الخلوية !! لتهرب أكثر من 3000 جهاز .. بينما رئيس المجلس التشريعي الحالي د. عزيز دويك - الذي يقبع في سجون الاحتلال والذي أتم حفظ القرآن مؤخرا – لا يملك جهازا واحدا لينقل من خلاله معاناة النواب والوزراء الاسرى ومعاناة بقية الاسرى في السجون !.
ان الذين يهبطون المنحدر .. قلما يتوقفون الا اذا وصلوا الحضيض !!
كل يوم يا فتوح تتعزز القناعة لدى شعبنا حول أسرار انتفاخ الكروش والجيوب ، وانتفاخ كثيرين من حولك في فريق رام الله .. باعوا شعبنا أحلاما حول السلام والعيش الرغيد والانتعاش الاقتصادي ، فعاشوا هم أوهام السلام ورغد العيش .. بينما عاش شعبنا الغلاء والفساد الذي يهدد المواطن المسكين في أمنه الشخصي وحياة أطفاله وفي رغيف خبزه وحبة دوائه !!
نخشى أن نصل الى فتح غيت !!
ختاما .. لماذا تسيء للشعب الفلسطيني يا فتوح ؟! ولماذا تشوه صورة نضاله التي بناها شهداؤه بجماجمهم وأسراه الأبطال من زهرة شبابهم وأجسادهم .. لماذا تصر أنت وأمثالك من القيادات الفاسدة الى الهبوط بفتح الى الحضيض ؟! لماذا كل هذا الانحدار الأخلاقي والوطني ؟! أهو الافلاس السياسي يا فتوح ؟! أم هو مصير من رهن نفسه وقراره للبيت الابيض وقادة المحتل ؟! والله انه العيب والخزي بعينه ، سيجسله التاريخ وصمة عار في تاريخ من تاجروا على جراح شعبهم .. فمن دحلان غيت الى قريع غيت الى فتوح غيت ...... ثم من ؟! الايام حبلى وما خفي أعظم