لقد عرفها الإنسان بالتجربة، واهتدى إلى علاج أمراضه بواسطتها عن طريق التجربة أيضاً واستخدمتها شعوب العالم قاطبة المتحضرة منها والبدائية، إنها الأعشاب الطبية. فبالرغم من التطور الهائل في الطب والتكنولوجيا المتطورة في صناعة الأدوية كيميائياً لا يزال طب الأعشاب يحتفظ برصيد لا بأس به كما أن كثيراً من الناس ما زال يفضل التداوي بالأعشاب الطبية،
فطب الأعشاب هو طب الآباء والأجداد فقد عرفه الإنسان منذ أن وجد على الأرض باعتباره ن الوسائل الأساسية للعلاج وقد مر بمراحل عديدة من التطور حتى وصل إلى ما هو عليه في يومنا هذا ولكي نكون على معرفة نسبية بالأعشاب الطبية نستعرض في تقريرنا هذا بعضاً منها مع ذكر فوائدها.
البابنج: له وظائف عديدة فهو يستخدم في معالجة مرض التدرن وأيضاً في تقوية بصيلات الشعر. ويكثر في المنطقة الشمالية. لسان الثور: يستخدم كمادة مدرة في معالجة التهاب المجاري البولية. الكمون: يفيد ثمره في تكوين خلاصة دواء يحفز إفرازات الجهاز الهضمي ويستخدم أيضاً كمادة مطيبة بعد أن يعالج كيمياوياً. وهذه النبتة تنمو في شهري حزيران وتموز. السدر: يفيد في معالجة الأورام والحصى الذي يتكون في المرارة. قشر الرمان: يحتوي على مواد تستعمل في القضاء على الديدان الشريطية وأيضاً في حالات الإسهال. أما المنقوع منه فإنه يفيد في تقوية بصيلات الشعر. عرق السوس: وهو عشب طبيعي ينمو في مختلف مناطق العراق، يستعمل علاجاً للتدرن الرئوي وقرحة المعدة. الدارسين: يستعمل منه قشوره وهي ذات لون بني محمر، يضفي نكهة خاصة على الطعام. لأنه ذو طعم لاذع وطيب الرائحة ويستعمل في معالجة التشنجات في المعدة وأيضاً في معالجة الإسهال. الهندباء: وهو نبات مشبع بالحديد والبوتاسيوم والصوديوم يقلل من التشنجات التي تحدث في الكبد ويزيد من نشاط الجهاز الهضمي ويفيد في معالجة بعض الالتهابات التي تحدث في الطحال والمرارة والكلى ومعالجة الديدان المعوية وتنشيط الإدرار وإزالة الإمساك.
- تعتمد معظم المعاشب وصيدليات الأعشاب الطبية في وصف الكثير من العلاجات على الزيوت النباتية ومنها زيت الحبة السوداء، زيت الخروع، زيت بذور القطن، زيت اللوز المر كما يستخدم زيت الحية وغيره. وتستعمل أيضاً في المعاشب مواد أخرى منها العسل الطبيعي، خل التمر الطبيعي، خل التفاح، ماء الورد الطبيعي ولكل مادة فائدتها المعروفة لدى العشابين وتستعمل لمعالجة أمراض عديدة. أما العلاج كما اعتدنا على قراءته على واجهات معظم المعاشب فقد ذكروا الأمراض والحالات التالية: السكر، الضغط، حصى المرارة والمجاري البولية، مدر ومطهر للمجاري البولية، الدوالي، الصدفية، الأكزيما، البواسير، الجرب، القمل، الإسهال، الإمساك، الكساح، لين العظام، الفطريات، قرحة المعدة، التهاب المفاصل، عرق النسا، القولون العصبي، اليرقان (أبو صفار)، التهاب الجيوب الأنفية، الزكام، الأنفلونزا، الربو، فقر الدم، التهاب اللثة، البهق الأبيض والأسود، تساقط الشعر، حب الشباب، أمراض الأنف والأذن والحنجرة.
(انتشارها عالمياً): قد انتشرت المعالجة بالأعشاب والمواد الطبيعية بشكلٍ كبير وعلى مستوى عالمي ولا سيما في دول أوربا وأمريكا وعرفت بالطب البديل، وقد اهتمت دول العالم بهذهِ الطريقة العلاجية وبدأت تستفيد من خبرائها فأنشأت لها مؤسسات طبية تعمل بموازاة المؤسسات الصحية، ففي أوربا تستعمل الأدوية العشبية بشكلٍ كبير في الطب التقليدي ويجري إنتاجها بطريقة منظمة وعصرية وعلمية كما في أي مصنع للمستحضرات الصيدلية. أما في الولايات المتحدة فتقدر الإحصائيات بأنها تصرف حوالي 13 مليار دولار في مجالات الطب البديل مع ملاحظة أن 80% من هذه المبالغ لا يتم تعويضها عن طريق شركات التأمين.
(اكتشاف سر من أسرارها): بالرغم من أن هذه المهنة تنطوي على أسرار لا يمكن البوح بها لأقرب الناس فإننا سنكشف هنا سر استخلاصها والعمل بها حيث يؤتى بالأعشاب، اليابسة منها والرطبة وهي على أنواع وأشكال (تتركز في المناطق الزراعية المفتوحة وكذلك في الأماكن الصحراوية) وتوضع في غرفة جافة حتى تجف ثم تعزل الأوراق عن الأغصان، أما الزيوت ولا سيما الطيارة منها فتستخلص عن طريق جهاز خاص وبمساعدة المذيبات كالإيثانول، وبعض الأعشاب تستخلص بواسطة مكبس كالحبة السوداء.
وقد ارتأينا أن نلتقي السيد حاتم فهمي الشرفاء (أبو فهمي) صاحب معشب الجامعة المركزي في حي الجامعة ليحدثنا عن تجربته في عالم طب الأعشاب فقال: لقد عملتُ في مهنة طب الأعشاب منذ عشر سنوات وكان ذلك عن طريق الدراسة والمطالعة لكتب طب الأعشاب كما أن قسم أو مركز طب الأعشاب في وزارة الصحة يزودنا بما نحتاجه من معلومات حيث يضم العديد من الأكاديميين والأطباء وذلك بإقامة دورات للعشابين باستمرار وقد استهوتني هذه المهنة كثيراً. وعن مدة العلاج بهذه الأعشاب قال: مثلاً يستلزم علاج السرطان مدة تصل إلى 6 أشهر، وكذلك بعض الأمراض الجلدية كالصدفية تستغرق 6 أشهر ويتطلب البهاق 3 أشهر والعقم 45 يوماً والكلى (15) يوماً. ولكل مرض مدة علاج خاصة به وتكون الخلطات حسب الأوزان.
- من أين يؤتى بهذه الأعشاب؟
- تأتي عن طريق محافظات البصرة والكوت والموصل وبغداد وكذلك من المناطق الشمالية ونحن نأتي بها من الشورجة القديمة في بغداد، وأيضاً من منطقة حاج عمران بين إيران والعراق نأتي بعشب يسمى افسنتين لعلاج الرجفة عند كبار السن لتقوية الأعصاب وأحب أن أذكر أن هنالك عاملين يؤثران على الدواء (دواء الأعشاب) هما الحرارة والرطوبة فللحرارة وخصوصاً في فصل الصيف وفي المناطق الحارة تأثير قوي على فعالية الدواء لذا يحفظ في أماكن تكون درجة الحرارة والرطوبة فيها مناسبة جداً. وأيضاً ليس هناك تأثيرات جانبية للعلاج بطب الأعشاب وليس هناك مدة انتهاء محددة له أي (أكسباير).
(أن لم تفدك فلن تضرك)
إن طريقة العلاج بالطب الطبيعي هي طريقة خالية من الأعراض الجانبية ومن الآلام وقد قيل قديماً عن النبتة الطبية: (إن لم تفدك فلن تضرك) فهي لا تترك آثاراً سلبية على المريض ولا تصيبه بالأذى، وإن العلاج بالأعشاب لا يعني الحصول على النتائج العلاجية الشافية لأن استجابة الجسد البشري تختلف من شخص إلى آخر، وكذلك الحالة النفسية والمعنوية لتقبل العلاج أو رفضهِ بالإضافة إلى طريقة التنظيم الغذائي كل هذه العوامل تساهم في العلاج وشفاء المريض. ويمكن استشارة العشاب بشأن مجموعة من الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والربو والتهاب المفاصل والروماتزم والأمراض الجلدية ويتبع العشابون طرقاً شبه طبية حيث يصفون أدوية عشبية لتخفيف حدة الأعراض ويقومون بتركيب وصفات من الزيوت أو المساحيق أو الصبغات أو الأعشاب المجففة لمعالجة الأمراض.