إعندما دعا مدير بنك اسرائيل" ستانلي فيشر،" قبل يومين الإسرائيليين إلى تدبر أمورهم بأنفسهم وعدم انتظار الحل من الحكومة، لم يتوقع أحد في إسرائيل، برغم البطالة المتفشية والتقارير المتتاليةعن إفلاس وانهيار شركات بأكملها، أن يصل الجوع بالإسرائيليين إلى اقتحام المحال التجارية وإفراغها من البضائع، وحتى من العربات والسلال. لكن هذا ما حدث بالأمس عندما اقتحم عشرات المستخدمين وحتى رجال العصابات فرع المجمع التجاري للأغذية في بلدة حتسور في الجليل، ولم يبقوا أي شيء في المكان.
وقد أفردت صحيفة "اسرائيل اليوم" صفحات عددها اليوم لهذا الموضوع ووضعت عنوانا يقول "حتسور الجليل بين الضائقة والأمل". وكتبت الصحيفة تقول: هكذا تتجلى الأزمة الاقتصادية في إسرائيل: شبكة تسويق أغذية تعلن إفلاسها وتنهار فيقوم العاملون فيها والمارون بنهب محتوياتها، بل إن قسما منهم تلثم لمنع التعرف على هويته.
ومضت الصحيفة تقول إن صور النهب الجماعية التي التقطت بالأمس في فرع شبكة " بيركات هشيم" تبدو وكأنها أخذت من إحدى دول العالم الثالث، لكنها في الواقع التقطت من فروع شبكة "بيركات هشيم" في كل من حتسور وصفد. بالأمس وبعد أن انهارت الشبكة التي تملك ثلاثة فروع، قام العمال والمستخدمون، غير المنظمين باقتحام فروع الشركة، في محاولة منهم لاسترداد بعض ديونهم، لعدم تلقيهم رواتبهم، بنهب كل ما طالته أياديهم: من مواد غذائية، وعربات وسلال ولم تسلم حتى أجهزة الإنارة واللمبات التي كانت معلقة على الحائط.
وكشفت الصحيفة أن عملية النهب لم تنفذ من قبل مستخدمي الشركة الذين لم يتلقوا رواتبهم، بل إن مزودي الشبكة بالمواد الغذائية انضموا أيضا لعمليات النهب، وانضم إليهم المارة، منهم من هو جائع لا يملك قوت أولاده، حيث قالت إحدى النساء المشاركات في عملية النهب إنها جاءت لأنها لا تملك في البيت طعاما تقدمه لأبنائها.
ونقلت الصحيفة عن مستوطن من صفد يدعى يوسي ككون قوله: إن رجال العصابات وعالم الإجرام شجعوا العاملين والناس على عملية النهب بشرط ألا يقتربوا من الأموال المودعة في الصندوق ولا من الشيكات الموجودة في الخزنة.
وقال ككون إن المستخدمين، ومن شارك في عمليات النهب يعتزمون بيع البضائع التي أخذوها من فرع الشركة إلى بيوتهم.
جاءت عملية النهب الجماعي، دون تدخل من الشرطة، في الوقت الذي أعلنت فيه أيضا عشرات الجمعيات الاجتماعية التي تقدم المعونات للمحتاجين عن ضائقتها المالية لدرجة أن خطر الإغلاق يتهددها، فيما أعلنت مصادر في الحاخامية الكبرى لإسرائيل، أن الحاخامات، الذين يعدون عادة عشية كل عيد سلة غذاء تحتوي أهم مستلزمات العيد، سيقلصون هذا العيد (عشية عيد المساخر- الأسبوع المقبل) من حجم المعونات التي ستقدم للفقراء.
في موازاة ذلك، وفيما يتلقى الاقتصاد الإسرائيلي ضربات متتالية، بسبب استمرار موجات الفصل من أماكن العمل، أعلن وزير العمل والرفاه الاسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، إن أيا من الأحزاب أو حتى الأعضاء المرشحين في أحزابهم لتولي حقيبة الرفاه الاجتماعي، يرفض أن يتولى مسؤولية هذه الوزارة. وقال هرتسوغ في خطاب له أمام الكنيست أمس " إن التوقعات المالية تقول بإن نسبة البطالة ستصل في الربع الثاني من العام الجاري إلى 7،5%، ولا يمكن البقاء غير مبالين تجاه الصرخات الصادرة من الميدان، ومن أطراف الدولة، من المصانع، ومن شركات الصناعات المتطورة "الهاي تيك" ومن جمعيات المساعدات الأهلية".